الخميس، 2 يناير 2014

الإخوان والإرهاب


من الحقائق التى قررها القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق جميعاً على الفطرة الإيمانية والطاعة ولذلك يقول سبحانه وتعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (الروم: 30).

وجاءت السنة النبوية لتؤكد هذه النظرة نحو خيرية النفس البشرية حيث قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه: يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه".

فالتربية والتنشئة الاجتماعية لها دور قوى وحيوى فى تربية الإنسان وتقويمه. فمنهج التربية الإسلامية يرتبط بالقول والعمل معاً وإذا خالف ذلك يصبح الإنسان مذموماً ممن حوله وينطبق عليه قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} (الصف: 2-3)
فإن تباين القول والعمل كأن يأمر بمعروف ثم تدل ممارسات الأمر على مخالفة فعله فهذا مسلك مذموم حيث يصدق عليه الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (سورة البقرة: 44).

وهذا ما نلتمسه الآن من أحداث وما يحزن فى الأمر أن تجد أهل كتاب وأهل سنة يحملون كتاب الله أو بمعنى أصح ما يَدَعَون أنهم أهل كتاب وأهل سُنة ويحرضون على العنف والقتل، والإرهاب، وقتل نفس بشرية حرم الله قتلها ؛ قتل وحرق وتدمير لمجرد الاختلاف فى رأى إلا إذا كان الأمر يحتوى على أكثر من اختلاف فى الرأى وهو الحصول على مُتع الدنيا، وأشياء أخرى لا يعلمها إلا الله. 

إن ما يحدث الآن فى مصر من أحداث قتل وتفجيرات وتدمير ومؤامرات وإرهاب لم يتناول مؤسسات فقط وإنما تناول أيضاً شعب مُسالم، فهذا إن دل على شئ فإنما يدل على سعى جماعة أو بعضهم حتى لا نكون متحاملين عليهم هو الحصول على سلطة وكرسى بغض النظر عن كيفية الحصول عليه. 

فهذا الإرهاب الأسود الذى تمارسه هذه الجماعة يزيد من كراهية الشعب المصرى لهم، ولن يفيد ذلك إلا زيادة من الغضب والكره والبغض فإنهم لا يهدمون مؤسسات ولا كيان دولة وإنما يهدمون إنسانيتهم وبهذه الأفعال الهمجية المُنكرة يزيد من قوة وإرادة الشعب للتصدى ضد هذه الهمجية. 

فعمر الإرهاب قصير فمصر هى من رَدت همجية التتار، وعلى مر العصور كانت مقبرة الغزاة وذلك لقوة إيمان الشعب المصرى بالحق وراء رد هذه الهمجية. وما يحدث الآن هو موجة تتارية معاصرة. 


فقد أخذوا فرصتهم ولكن للأسف فشلوا فيها فشلاً ذريعاً لم يكن متوقعاً، وذلك بسبب سوء إدارة وسوء تخطيط وتخبط فى المؤسسات وكيانات الدولة، فما صدقوا فى وعد وعدوه إلا وعداً واحداً وهو الدمار والتفجير والإرهاب إذا تركوا السلطة، وعدوا فأوفوا بوعدهم فى هذا فقط أتعجب كثيراً على ما أشاهده من هذه الأحداث يشاركون أنصارهم من خارج الوطن لتقل أبنائم وأخواتهم شركاءكم فى الوطن ويتركون فلسطين أرض العروبة للمغتصب الإسرائيلى يقتل وينهب ويسرق وطن، وإنسانية، وشرف فأين هم من تحرير القدس المُحتلة المغتصبة ينظرون إليها نظرة الأمر الواقع الذى لا تغيير فيه.
إن ما يحدث فى الدول العربية الآن من حروب وفتن وإرهاب إنما مخطط له لسقوط جميع الدول العربية فى الهاوية ويحدث تفكك وتشتت بينهم؛ فالدول العربية متصارعة ومتنازعة وإسرائيل آمنة فى مسكنها، ألم يفكرون! وأخيراً أسأل الله العلى القدير أن يرجعوا إلى رشدهم وإلى ما يحبه الله ويرضاه.

وآخر دعوانا أن الجمد لله رب العالمين {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِى مِن لَدُنكَ سُلْطَاناً نَصِيراً} (الإسراء: 80).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق